مما لا شك فيه أن الهواتف الذكية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، حيث لم يعد يقتصر دورها على كونها وسيلة اتصالات، بل إن التقنيات والتطبيقات الحديثة ساعدت على جعل أمور حياتنا أكثر سهولة، وقد تعتمد في اتخاذ بعض القرارت المتعلقة بنمط حياتك على ما توفره هذه التطبيقات الذكية من بيانات؛ فعلى سبيل المثال، قد تجد نفسك أثناء التسوق تستعين بهاتفك الذكي لتحدد إذا ما كان منتج ما مناسب لك أو لتقارن بينه وبين غيره من المنتجات.
وفي هذا الإطار، قامت العديد من الدراسات لبحث ميول المتسوقين ومدى تأثير استخدام الهواتف الذكية في عملية التسوق.
مؤشر التسوق العالمي 2022: إصدار الإمارات
في عام 2022، قامت كل من PYMNTS وCyberSource بإجراء استطلاع للرأي أُطلق عليه “مؤشر التسوق العالمي 2022: إصدار الإمارات”، والذي يهدف لدراسة مدى تأثير استخدام الهواتف الذكية على عملية التسوق. ولعل أبرز نتائج هذا الاستطلاع هو احتلال المتسوقين في الإمارات على المركز الأول بنسبة تخطت الـ 70% في احتمالية استخدامهم للهواتف الذكية لمساعدتهم أثناء عملية التسوق مقارنة بغيرهم من المتسوقين في البلدان التي تم إجراء الاستطلاع فيها، وقد عمد المتسوقون إلى استخدام الهواتف الذكية أثناء التسوق، خاصة في البحث عن معلومات عن المنتجات ومقارنة الأسعار مع التجار الآخرين.
وقد تم إجراء الاستطلاع في ست بلدان هي: الإمارات، البرازيل، المكسيك، أستراليا، بريطانيا، وأمريكا. وقد تم استطلاع آراء 13,114 مستهلك و3,100 تاجر في تلك البلدان؛ لدراسة كيف تختلف تفضيلات التسوق في الإمارات عن غيرها، ولدراسة ما يبحث عنه المستهلكون المحليون من ميزات في التسوق والدفع، إلى جانب دراسة مدى تلبية التجار المحليين لتلك المتطلبات.
ميول المستهلكين
لعل أكبر تغير في ميول المستهلكين في دولة الإمارات هي الاعتماد على الهواتف الذكية في عملية التسوق، سواء كانت داخل المتاجر أو عبر الإنترنت، حيث استخدم 65% من المستهلكين في الإمارات الهاتف الذكي مقارنة بنسبة 60% من المستهلكين في البلاد الأخرى.
كما فضل أكثر من ثلث المستهلكين في الإمارات خيار الاستلام داخل المتجر أو من نقطة تسليم، بينما فضل عدد أقل هذا الاختيار في البلدان الأخرى.
جهود التجار
لقد أظهر الاستطلاع تقديم التجار في الإمارات ميزات للمتسوقين؛ كي يقومون بعملية التسوق باستخدام الهاتف الذكي داخل المتجر أكثر مما يوفره التجار في البلدان الأخرى، حيث استطاع 70% منهم توفير ملفات تعريف رقمية تسمح للمتسوقين بالوصول إلى المعلومات وبيانات الدفع الخاصة بهم سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت.
وتعد الاستجابة الإيجابية من قبل التجار لتلبية احتياجات المتسوقين وميولهم الجديدة؛ للاعتماد على الهواتف الذكية في التسوق بتوفير التطبيقات الملائمة وتطوير أنظمتهم الرقمية، هي أهم ركائز النجاح للاستمرار والنمو في الأعمال، خاصة في سوق ينمو سريعًا في اتجاه التجارة الإلكترونية.
الرفاهية الرقمية
قد لا يستغرب القارئ نتائج هذه الاستطلاعات في دولة مثل الإمارات العربية المتحدة، والتي تمتلك بنية تحتية رقمية قوية للغاية، فوفقًا لبعض الدراسات، تمتلك الإمارات أسرع إنترنت للهواتف المحمولة في آسيا، بينما تحتل المرتبة الـ 44 من حيث جودة الحياة الرقمية على مستوى العالم. كما تتمتع الإمارات بجودة إنترنت أفضل بنسبة 54% عن المتوسط في باقي دول العالم.
ومع سرعة تبلغ 247.7 ميجابايت/ ثانية، يتفوق الإنترنت عبر الهاتف المتحرك في دولة الإمارات العربية المتحدة من حيث السرعة ليحتل المرتبة الأولى على الصعيد العالمي. وفي الوقت نفسه، يحتل الإنترنت العريض النطاق الثابت (الأرضي) المرتبة الثالثة عشرة عالميا.